عيد الحب أم عيد الوهم
هذة نبذة بسيطة عن عيد الحب قرأتها فى احذى المنتديات فأحببت ان اقدمها لكم من باب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر .لايوجد عيد فى الاسلام اسمه عيد الحب انما هما عيدان فقط :عيد الفطر وعيد الاضحى .فهو عيد يحتفل به النصارى ومن تشبه بقوم فهو منهم عيد الحب وما أدراك ما عيد الحب .. في الرابع عشر من فبراير من كل عام ميلادي العالم على موعد مع عيد الحب ، وعيد الحب هذا الذي ألفه شبابنا وغرموا به أشد غرام ، اسمه الأصلي عيد "فالنتاين" ، وقد حدد بهذا اليوم ليكون موعدا للعاشقين.
لست أعلم لم سمي بعيد الحب ، وكل الذي أعرفه أن هذا العيد أتى إلى النصارى من حضارة الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون حتى بلغت ما يربوا على العشرين ألف اله وكل اله له اسم ومن جملتها اله الحب.. تطور الأمر من اله حب إلى أن تغير القصد فأصبح يرمز اله الحب إلى العشق والغرام .
هناك روايات كثير تحف بهذا "الفالنتاين" من أبرزها تلك التي تقول إن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة ، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب الموجود حالياً، ولكن حدث ما غير هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.
وفي تلك الآونة كان الدين النصراني في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب بنت السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا) ، ومن يومها أطلق عليه لقب "قديس".
وبعد سنين عندما انتشرت النصرانية في أوربا وأصبح لها السيادة تغيرت عطلة الربيع، وأصبح العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ لأنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور (كيوبيد) الممثل بطفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً، وهو إله الحب لدى الرومان كانوا يعبدونه من دون الله!!وقد جاءت روايات مختلفة عن هذا اليوم وذاك الرجل، ولكنها كلها تدور حول هذه المعاني.
وفي هذا اليوم يتذكر المحتفلون القديس "فالنتاين" صاحب الحظ السعيد الذي أضحى اسمه يتردد على ألسنة شبابنا وسيرته ربما طرقت مسامعهم كل عام.
إذن عيد الحب في أصله من الرومان انتقل إلى النصارى ثم انتقل عيد "الفالنتاين"وزحف إلى مجتمعاتنا بفعل عوامل الانفتاح على الثقافات المتعددة ، وبواسطة بوابة الإعلام الذي تحولت معه المجتمعات إلى قرية صغيرة فما يحدث في أقصى الأرض يتفاعل معه من هو في أدناها.
من مظاهر هذا اليوم إظهار الفرح والسرور لأنه عيد الحب ، ومن لا يفرح فبالتأكيد أنه لا يعرف أبجديات الحب ، ولا تنسوا أيضا تبادل الورود الحمراء ، ولبس الألبسة الحمراء ، ومنها تبادل كلمات الحب والعشق والغرام حتى مع من لا تربطك معها أية علاقة!! ولا يمنع من إقامة الحفلات الخاصة بهذه المناسبة ابتهاجا واحتفاء مصحوبة برقصات شبابية يهتز فيها كل البدن.
كان الله في عون الجهات المسؤولة عن منع الاحتفال بهذا العيد بين الشباب وكان الله مع يعنيهم أمر الشباب ممن بُحت حناجرهم وتصلبت أناملهم من تسطير الأفكار والاستعداد لمواجهة رياح "الفالنتاين" العاتية والقادمة بقوة سنة بعد سنة وجيل بعد جيل.
في نظر الإعلام المنفتح بلا حدود هذا هو عيد الحب الذي يجعل الناس يتحابون ويقرب المسافات بينهم ، ويلاقي بين من شتتتهم السنين ، وفرقتهم شواطئ الحياة ولذا تجد أكثر شبابنا يحتفلون به متجاهلين كونه عادة دخيلة على ثقافتنا.
إذا كان القديس فالنتاين الذي باسمه يتم تبادل الورود الحمراء وأنه رمز الحب فليجعل أمريكا تحب الشعوب بدلا من أن تكيل لمن يهمس بمخالفتها أو يعصى لها أمرا وقد أصدرت عبارتها التاريخية "من لم يكن معنا فهو ضدنا"!
وليجعل "فالنتاين" إن كان يستطيع إسرائيل تقذف الفلسطينيين بالزهور بدلا من البارود الممطر عليهم عشية وضحاها .. وليحل "فالنتاين" السلام في العالم بدلا من لغة العنف وهوى التطرف الذي سرى في جنباته .
من المؤلم أنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالكوارث والزلازل والحروب التي طحنت الأخضر واليابس يحتفل شبابنا بالفالنتاين ..
وفي الوقت الذي عشنا معه أزمة الهجوم على سيد البشرية rوهو وقت أحوج ما نكون أقرب فيه إلى معرفة سنته والاحتفاء بسيرته ينشغل العالم بالاستعداد بكل الإمكانات "للفالنتاين".
إنها صورة من صور التناقض الذي يعيشه العالم حرب وسلم ، ضحك وحزن ، دموع وأفراح في عصر الفضاء المفتوح أصبح شبابنا العربي صحنا لاقطا يستقبل ويتأثر بأي شيء دونما اعتبار أو وعي ..
على كل يبقى هذا العيد وإن عمل على تحسينه بكل ألوان التجميل عادة دخيلة على قيمنا وتتعارض مع سلوكياتنا المجتمعية